خطبة عن زكاة الفطر قصيرة مكتوبة.. خطبة جمعة عن فضل إخراج زكاة الفطر
image

مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك يتجدد الحديث عن واحدة من الفرائض العظيمة التي فرضها الله -عز وجل- على المسلمين، وهي زكاة الفطر التي تمثل طهرة للصائم، ومواساة للمحتاجين، ومظهراً من مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام.

إن زكاة الفطر ليست مجرد صدقة عادية، بل هي فرض على كل مسلم قادر، أمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- لتحقيق العدالة الاجتماعية، وإدخال السرور على قلوب الفقراء والمساكين يوم العيد. قال ابن عباس -رضي الله عنهما-:

“فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين” [رواه أبو داود].

ولأن كثيراً من المسلمين يبحثون عن خطبة جمعة مكتوبة عن فضل زكاة الفطر، فإننا نقدم لكم هذه الخطبة التي توضح فضلها وأحكامها وحكمتها وكيفية أدائها، حتى يؤديها المسلم على الوجه الذي يرضي الله تعالى.

خطبة جمعة عن فضل زكاة الفطر
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبنعمته تتم النعم، وبهداه تقبل الطاعات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات ربي عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

فأوصيكم أيها المسلمون ونفسي الناقصة بتقوى الله، فإنها نصيحة الله للأول والآخر. قال الله تعالى: (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) [النساء: 131].

عباد الله، اليوم نتحدث عن شعيرة عظيمة وعبادة شريفة، وهي زكاة الفطر، التي فرضها الله -تعالى- وجعلها ختام شهر الصيام، وسبباً لقبول الأعمال، وتطهيراً للصائم مما قد يكون قد ارتكبه من لغو أو رفث، وتسلية للفقراء والمساكين.

فرض النبي -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر على كل مسلم قادر، ذكراً كان أو أنثى، صغيراً كان أو كبيراً، ليكون يوم العيد يوم فرح وسرور للجميع، قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: «فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين» [رواه البخاري ومسلم].

فضل زكاة الفطر وأهميتها
أيها الأحباب، لزكاة الفطر فوائد عظيمة، منها:

طهارة للصائم من الذنوب والنواقص التي قد يقع فيها في رمضان.

إغناء الفقراء والمساكين عن السؤال يوم العيد، ليكون عيداً للجميع.

تحقيق التكافل الاجتماعي، وتقوية روح المحبة والأخوة بين المسلمين.

امتثالاً لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- وطاعة لله -عز وجل-.

وقد حرص الصحابة -رضي الله عنهم- على إخراجها في وقتها، والحرص على وصولها إلى مستحقيها، حتى يتحقق الغرض الشرعي منها.

حكم زكاة الفطر وأفضل وقت لإخراجها
أيها المسلمون، زكاة الفطر واجبة على كل مسلم قادر، ويجب إخراجها قبل صلاة العيد، كما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:

“من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” [رواه أبو داود].

ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، فقد كان ابن عمر -رضي الله عنهما- يخرجها قبل العيد بيوم أو يومين، وهذا يدل على جواز إخراجها في هذا الوقت.

وأما مقدارها فهو صاع من طعام، وهو ما يعادل 2.5 إلى 3 كيلو جرام من الطعام الشائع في بلاد المسلمين، كالأرز أو الحنطة أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو غيره.

كيفية إخراج زكاة الفطر
أيها المسلمون، تُخرج زكاة الفطر على النحو التالي:

تُخرج طعاماً، كما ورد في السنة النبوية، وهو الأفضل.

ويجوز إخراجها نقداً، إذا كان ذلك أنفع للفقراء، وهو ما أجازه بعض العلماء المعاصرين.

وهي موجهة للفقراء والمساكين، ولا يجوز صرفها على غيرهم، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «طَعَامُ الْمَسَاكِينِ» [رواه أبو داود].

ولا بد من إخراجها في البلد الذي يقيم فيه المسلم، إلا في حالات الضرورة.

خطبة قصيرة عن زكاة الفطر
الحمد لله على نعمه العظيمة وشرعه الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أيها المسلمون، إن زكاة الفطر عبادة عظيمة، فرضها النبي صلى الله عليه وسلم طهرة للصائم وطعاماً للمساكين، فلا يجوز تأخيرها أو إهمالها.

أيها المسلم، لا تحرم نفسك أجرها، ولا تؤخرها عن وقتها، فإنها زكاة مقبولة وطاعة مشروعة، وأجرها عند الله عظيم.

نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صيامنا وقيامنا، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل.

ختام الخطبة
يا عباد الله، إن زكاة الفطر ليست صدقة فقط، بل هي فرض فرضه الله لتحقيق التكافل الاجتماعي وإدخال السرور على قلوب المحتاجين يوم العيد.

فلنحرص على إخراجها في وقتها وإيصالها إلى مستحقيها، فهذا من علامات قبول الصيام وطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ووفقنا لأداء زكاة الفطر على الوجه الذي ترضاه، وتقبل منا صالح الأعمال، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

ختاماً: زكاة الفطر من الشعائر العظيمة في الإسلام، فهي ليست مجرد عبادة مالية، بل هي قيمة إنسانية واجتماعية تهدف إلى تعزيز روح التكافل والتراحم بين المسلمين، وبأدائها يتحقق مبدأ المساواة بين أفراد المجتمع، فالغني يغني الفقير من السؤال يوم العيد، ليشعر الجميع بفرحة هذا اليوم المبارك.

الالتزام بإخراج الزكاة