مقطع برجس ايام الباندا؛ أصدرت المحكمة الكبرى بالرياض حكمها على مرتكبي الجريمة التي أثارت غضب المجتمع السعودي عندما قام ثلاثة رجال باغتصاب فتاة خليجية وتصويرها بكاميرا هاتف “باندا”، وانتشر الفيلم والصور على نطاق واسع عبر الإنترنت والهواتف المحمولة.
وقررت المحكمة الحكم بالسجن 12 عاماً و(1200) جلدة على المتهم الرئيسي برجاس بن فالح (27 عاماً)، كما قضت بسجن السعودي الآخر عبد الرحمن بن هيف (22 عاماً) سنتين و(200) جلدة، وسجن المتهم الثالث النيجيري يوسف أبكر محمد عبدالله الذي ظهر في الصورة 6 سنوات و600 جلدة. وبحسب صحيفة “الوطن” السعودية، فإن هذا الحكم ليس نهائياً وباتاً، حيث يمكن للمتهمين استئناف هذه الأحكام بالاستئناف أمام محكمة التمييز التي يمكنها إقرارها أو رفضها. وإذا لم يقتنعوا بحكم محكمة التمييز، فيمكنهم رفع القضية إلى أعلى سلطة، والتي ستحيلها إلى المجلس الأعلى للقضاء، والذي سيصدر حكماً نهائياً لا رجعة فيه. وأكدت الصحيفة أن أحكام الجلد الإجمالية لن تُنفذ دفعة واحدة، بل ستوزع على فترات متقطعة، ومن المتوقع أن تكون في كل يوم جمعة من كل أسبوع حتى تنتهي. وتباينت آراء الأمهات السعوديات بشأن الحكم الصادر بحق برجاس وأصدقائه، ووصلت هذه الآراء إلى حد الشدة بأن العقوبة الصادرة بحق المجرمين غير كافية، مما دفع بعضهن إلى المطالبة بعقوبة الإعدام، فيما كان لآخرين آراء متوازنة مع عقوبة الإعدام، مؤكدين على منطقية وعدالة هذا الحكم الذي جاء متناسباً مع الجريمة المرتكبة، فيما حمل آخرون الفتاة المسؤولية أيضاً، واعتبروا العقوبة أكبر من الجريمة، باعتبار أن الشاب المتهور لن يقترب من الفتاة المحافظة. وفي استطلاع لآراء بعض السيدات أجرته صحيفة الوطن، ترى حنان السليمان، موظفة حكومية وأم لـ(4) فتيات، أن العقوبة غير كافية ولن تكون رادعة لمثل هذا الفعل المشين، حيث قالت: «جريمته لم تصل إلى حد الاعتداء على الشرف فقط، بل تعدت ذلك إلى التشهير». وتضيف السليمان: «كنا ننتظر صدور حكم الإعدام بحق هذه الفئة، وهذا ما اعتدنا عليه في الأحكام الصادرة في قضايا الشرف والكرامة». وتتوقع السليمان أن هذا الحكم لن يردع بقية المجرمين والمتهورين، ودعت أسرة الفتاة إلى الاستئناف ومحاولة الانتقام لابنتهم، التي ترى أنها انتقام لكل الفتيات وليس لابنتهم فقط». أم نواف موظفة في القطاع الخاص وأم لفتاة لا تختلف عنها، فهي تخشى أن يخفف الحكم لاحقاً بسبب حسن سير وسلوك في السجن، وتضيف أن عقوبة الجلد يجب أن تكون علنية أمام الجمهور، حتى يراها الشباب ويتعلم منها المتهورون، فالدرس كما تقول أم نواف ليس للشباب فقط، بل أيضاً للفتيات المتهورات والآباء المتهورين الذين لم يخافوا الله في تربية أبنائهم، وتختلف معهم أم محمد معلمة وأم لثلاث فتيات، فهي ترى أن العقوبة منطقية وعادلة لأن الطرف الآخر شارك في الخطأ أيضاً، وإن كان حجم الخطأ يختلف من شخص لآخر، وتؤكد أم عبدالله مديرة مدرسة وأم لفتاة ذلك قائلة: «الحكم منطقي وعقلاني، ولأنني أيضاً أم لشاب، فقد تحكمني نوع من العاطفة تجاه الشاب الذي سينتهي شبابه في السجن». وتضيف أم عبدالله: “لكن هذا لا يعني تركه دون عقاب صارم لأنه لم يرتكب جريمة الاغتصاب فقط، ووصفت هذه الجريمة بـ”الوقاحة” لأن المجرم استخف بالشرف إلى حد الوقاحة”. وبرأي مختلف عن سابقيها، ترى فاتن العيدان، مديرة مدرسة وأم لأربع فتيات، أن هذه العقوبة أعظم مما ينبغي، وأعظم من الجريمة لأن الشاب لن يستطيع أن يفضح الفتاة إذا حافظت على نفسها وحافظ عليها أهلها. وترى العيدان أن هذه الجرائم لا يمكن أن تطال الفتاة المحافظة إلا في حالات قليلة جدا، مثل سرقة فتاة مثلا، مؤكدة أن هذا لا يمكن أن يحدث في بلدنا بلد الأمن، والشاب الذي يجرؤ على انتهاك النساء لا يستطيع الوصول إلى الفتاة بسهولة. من جهة أخرى، أوضح استشاري الطب النفسي الدكتور جمال الطويرقي أن المراهقة كانت أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت هؤلاء الشباب إلى ارتكاب هذا الفعل غير الأخلاقي، حيث يعتبر هذا الفعل ردة فعل انتقامية ناتجة عن شعور المراهق بملكية هذا الشيء، وهو ما ظهر جلياً في سلوك عبد الرحمن الذي أخذ الفتاة إلى صديقه، مشيراً إلى أن هناك عوامل أخرى تتعلق بالتربية والبيئة التي نشأ فيها هؤلاء الشباب.
