مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ – 2025م يتزايد تساؤل المسلمين عن أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر، الفريضة التي فرضها الإسلام لتطهير الصائم من اللغو والرفث، ومساعدة الفقراء والمحتاجين حتى يستقبلوا العيد بالفرح والسرور. وزكاة الفطر فريضة على كل مسلم قادر، وتجسد معاني التكافل الاجتماعي والمودة بين المسلمين، مما يعزز روح الأخوة والمساواة في المجتمع الإسلامي.
ومن الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن زكاة الفطر واجبة قبل صلاة العيد، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات» [رواه أبو داود وابن ماجه]. لذلك فإن توقيت إخراجها له أهمية كبيرة حتى تتحقق حكمتها الأساسية في إثراء الفقراء يوم العيد دون طلب أي شيء.
وفي هذا المقال سوف نسلط الضوء على أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر 1446 – 2025 في رمضان، بالإضافة إلى شروطها ومقدارها وأحكامها ومن يستحقها، لضمان أدائها على الوجه الصحيح الذي يحقق مقاصدها الشرعية.
أفضل وقت لإخراج زكاة الفطر في رمضان 1446 – 2025
يجوز للمسلم إخراج زكاة الفطر من أول شهر رمضان، ولكن أفضل وقت لها هو عند غروب شمس آخر يوم من رمضان، ويمتد وقتها إلى قبيل صلاة العيد.
- الوقت المستحب لإخراج زكاة الفطر
غروب شمس آخر يوم من رمضان وحتى قبيل صلاة العيد هو أفضل وقت، لأنها في وقتها الشرعي الذي حدده النبي -صلى الله عليه وسلم-. - الوقت المباح
يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، كما روى ذلك الصحابة -رضي الله عنهم- حيث كانوا يخرجونها قبل العيد بقليل حتى تصل إلى الفقراء في وقتها المناسب. - وقت الكراهة
إن تأخير إخراج زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد يجعلها صدقة عادية ولا تعد زكاة فطر، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات» [رواه أبو داود]. - آخر وقت لإخراج زكاة الفطر
يمكن إخراجها يوم العيد قبل غروب الشمس، ولكن الأفضل عدم تأخيرها بعد الصلاة حتى تتحقق الحكمة من فرضها.
حكم زكاة الفطر في رمضان 1446 – 2025
زكاة الفطر فريضة واجبة على كل مسلم قادر، وقد فرضها النبي -صلى الله عليه وسلم- طهرة للصائم ومواساة للفقراء، قال ابن عباس -رضي الله عنهما-:
“فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” [رواه أبو داود وابن ماجه].
شروط زكاة الفطر 1446 – 2025
لإخراج زكاة الفطر بشكل صحيح هناك عدة شروط يجب الالتزام بها:
أن تكون من الأطعمة الأساسية التي يأكلها أهل المنطقة، مثل الأرز أو القمح أو الشعير أو التمر أو الذرة أو الزبيب أو غير ذلك.
أن تكون صاعاً نبوياً (حوالي 2.5 – 3 كيلو جرام) من الطعام.
يجب إخراجها في وقتها المحدد قبل صلاة العيد، ويفضل عند غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان.
تدفع للفقراء والمساكين حسب مستحقيها الشرعيين، ولا يجوز إخراجها لغير المسلمين أو الأغنياء الذين لا يحتاجون إليها.
من تجب عليه زكاة الفطر 1446 – 2025؟
زكاة الفطر واجبة على كل مسلم قادر ذكراً كان أو أنثى، صغيراً كان أو كبيراً، حراً كان أو عبداً، بشرط أن يكون عنده ما يزيد عن حاجته وحاجات من يعولهم يوم العيد.
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين» [رواه البخاري ومسلم].
ويستحب إخراجها عن الجنين في بطن أمه، كما كان يفعل الصحابة رضي الله عنهم.
على من تُخرج زكاة الفطر 1446 – 2025؟
زكاة الفطر تعطى للفقراء والمساكين، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (طُعَامُ الْمَسَاكِينِ)، ولا يجوز إعطاؤها لغير المسلمين ولا لأقاربهم الذين يعولهم الشخص، بل يجب إعطاؤها لمن هم في حاجة حقيقية.
شروط من يستحق زكاة الفطر:
أن يكون مسلماً.
أن يكون فقيراً أو مسكيناً لا يملك قوت يومه.
أن تخرج في نفس البلد الذي يعيش فيه المسلم إلا في حالة الضرورة.
أنواع زكاة الفطر 1446 – 2025
حددت السنة النبوية أنواع الأطعمة التي يجوز إخراجها كزكاة فطر، ومنها:
التمر
الشعير
القمح
الأرز
الزبيب
الحليب المجفف
ولا بد أن تكون هذه الأنواع من الأطعمة الطيبة التي يأكلها أهل البلد، حتى تحقق مقاصد الزكاة في إثراء الفقراء والمحتاجين يوم العيد.
وفي الختام: إن زكاة الفطر ليست مجرد عبادة، بل هي قيمة اجتماعية وإنسانية تعزز روح الأخوة في المجتمع الإسلامي، وتحقق مبدأ التكافل بين المسلمين، وإعطائها في وقتها المناسب وبالكيفية المناسبة يضمن تحقيق حكمتها الأساسية، وهي تطهير الصائم من الغفلة، وإثراء الفقير من السؤال يوم العيد.
لذلك يجب علينا الحرص على أدائه وفق سنة النبي، والالتزام بجميع شروطه، فالعيد فرحة تعم الجميع، ولا تكتمل هذه الفرحة إلا إذا ساهمنا في نشرها بين الفقراء والمحتاجين.
نسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا، وأن يجعل زكاتنا مقبولة، وأن يجعل أعيادنا عامرة بالخير والبركات.