سبب وفاة صفية بن زقر: رحيل “رائدة الفن التشكيلي السعودي”
image

سبب وفاة صفية بن زقر: رحيل “رائدة الفن التشكيلي السعودي” شهدت الساحة الفنية السعودية اليوم الخميس خسارة كبيرة برحيل الفنانة التشكيلية الرائدة صفية بن زقر، التي رحلت عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالإبداع والتميز. قدمت الفنانة الراحلة إسهامات كبيرة في الساحة الثقافية والفنية، وتركت بصمة خالدة من خلال أعمالها التي أثرت في حركة الفنون التشكيلية وساهمت في توثيق التراث الثقافي.

تجسد حياة صفية بن زقر مسيرة فنية مميزة، حيث كانت من أوائل الفنانات السعوديات اللاتي تلقين تعليماً أكاديمياً في فنون الرسم، وقد أمدها هذا التعليم بأدوات وإلهام ساعدها في تطوير أسلوبها الفني الذي جمع بين التراث والإبداع، مما جعلها تترك بصمة واضحة في عالم الفنون التشكيلية.

سبب وفاة صفية بن زقر
رحلت الفنانة صفية بن زقر، رائدة مجال الفنون التشكيلية السعودية، عن عمر ناهز 84 عاماً، بعد حياة حافلة بالإبداع والإنجاز. ولدت صفية بن زقر في جدة عام 1940، وأصبحت من أبرز الأسماء في عالم الفنون التشكيلية ليس في السعودية فحسب، بل وفي الخليج العربي أيضاً، وقد أطلق عليها البعض لقب “سيزان السعودية” نظراً لتأثرها المبكر بالفنان العالمي بول سيزان، الذي كانت أعماله مصدر إلهام كبير لها في بداية مسيرتها.

المسيرة الفنية المبكرة والتأثيرات العالمية
في بداية مسيرتها تأثرت صفية بن زقر بتجربة الفن التشكيلي القائم على فكرة اللون التي طرحها بول سيزان، وهو التأثير الذي شكل نقطة انطلاق مسيرتها الفنية. كما كانت صفية أول فنانة سعودية تقيم معرضاً فنياً في المملكة، حيث أقامت معرضها الأول عام 1968، تزامناً مع بداية تأسيس حركة الفنون التشكيلية في السعودية. ورغم هذا التأثر الأولي، تمكنت صفية بن زقر فيما بعد من تطوير أسلوبها الفني الخاص، مستلهمة أجواء جدة القديمة ومن خلال خيالها الفني الواسع.

تطور مسيرتها المهنية وإرثها الفني
بعد حصولها على تعليم أكاديمي في كلية سانت مارتن للفنون في لندن في منتصف الستينيات، عادت صفية بن زقر إلى السعودية لتحقق نجاحاً كبيراً في مجال الفنون البصرية، حيث أسست “بيت صفية بن زقر” عام 1995، والذي ضم لوحاتها ومقتنياتها الفنية، بالإضافة إلى مكتبتها الخاصة التي تحتوي على أكثر من 5000 كتاب. وفي عام 2000، أصدرت كتاباً بعنوان “رحلة ثلاثة عقود مع التراث السعودي”، توضح فيه أهداف بيتها وأنشطته في توثيق التراث السعودي.

وفي حوار سابق، أشارت بن زقر إلى أن “بيت صفية بن زقر” هو إرثها وصدقتها المستمرة، حيث يضم مجموعة قيمة من الأعمال والكتب التي سيستفيد منها الباحثون والأجيال القادمة.

جدة والتراث الثقافي
ولدت صفية بن زقر في جدة، المدينة التي شكلت جزءاً أساسياً من هويتها الفنية. بعد انتقالها إلى القاهرة في أواخر الأربعينيات، عادت إلى جدة في عام 1963 لتجد المدينة قد تغيرت بشكل كبير، وهذا التغيير حفزها على توثيق التراث والعادات التي بدأت تتلاشى، من خلال أعمالها الفنية التي تجسد جدة القديمة بكل تفاصيلها.

بصمتها على حركة الفنون التشكيلية السعودية
تركت صفية بن زقر من خلال معارضها الشخصية والدولية بصمة قوية على حركة الفنون التشكيلية السعودية، حيث ساهمت معارضها التي نظمتها في الرياض وجدة ومدن سعودية أخرى، وكذلك في باريس وجنيف ولندن، في تعزيز حضورها الدولي. وقد أثرت صفية بن زقر بشكل كبير على جيل من الفنانين السعوديين بفتح أبواب جديدة في عالم الفنون التشكيلية.

الخاتمة

تركت صفية بن زقر إرثًا فنيًا وثقافيًا يتجاوز حدود الزمن، حيث ستظل أعمالها مصدر إلهام لأجيال عديدة قادمة، ورحيلها لا يمثل نهاية فحسب، بل بداية لمواصلة الحفاظ على تراثها والتعلم من رؤيتها الفنية الفريدة التي ساهمت في تطوير الفنون التشكيلية في المملكة العربية السعودية وخارجها.