Advertisements

في تطور جديد في قضية زوجة رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، بشرى بيبي، أصدرت محكمة باكستانية مذكرة اعتقال بحقها للمرة الثانية في قضية فساد. وبحسب تقارير إعلامية، جاء هذا الاعتقال على أساس اتهامات لها ولزوجها ببيع هدايا مملوكة للدولة تلقاها عمران خان أثناء توليه منصب رئيس الوزراء. وتبلغ قيمة هذه الهدايا أكثر من 140 مليون روبية. وجاء القرار في وقت حساس، بعد أن قادت بشرى بيبي مسيرة حاشدة في إسلام آباد للمطالبة بالإفراج عن زوجها.

خلفية قضية الفساد
تعود القصة إلى فترة حكم عمران خان عندما كان رئيسًا لوزراء باكستان، حيث تلقى هو وزوجته هدايا من دول وأفراد، وهي هدايا تعتبر ممتلكات للدولة بموجب القوانين الباكستانية. وفي حين كان من المفترض أن تظل هذه الهدايا ممتلكات للدولة، اتضح أن هذه الهدايا بيعت على ما يبدو. وقد تثير هذه القضية قدرًا كبيرًا من الجدل في البلاد، خاصة في ظل الوضع السياسي المتوتر في باكستان.

محاكمة بشرى بيبي
هذه هي المرة الثانية التي تواجه فيها بشرى بيبي تهم الفساد. ففي يناير/كانون الثاني من هذا العام، اعتقلت أيضاً بتهم فساد مماثلة، لكن أفرج عنها في أكتوبر/تشرين الأول بعد نحو تسعة أشهر من الاحتجاز. وتأتي التهم الجديدة بعد وقت قصير من النشاط السياسي غير المتوقع لبشرى بيبي، مما أثار تساؤلات حول توقيت هذه القضايا.

ظهور بشرى بيبي على الساحة السياسية
في مشهد لافت، ظهرت بشرى بيبي في تجمع حاشد في إسلام آباد بعد اعتقال زوجها في محاولة للضغط على الحكومة للإفراج عن عمران خان. وتجمع الآلاف من أنصار خان في التجمع الذي اعتبر الأول من نوعه منذ فترة طويلة، والذي نظمته بشرى بيبي. وبدا وجودها بين الحشد بمثابة دخولها إلى الساحة السياسية، على الرغم من سمعتها السابقة كشخصية روحية بعيدة عن السياسة.

كانت مشاركتها في هذا الحدث نقطة تحول في دورها السياسي، حيث دعت الجميع إلى الوقوف معها والمطالبة بالإفراج عن زوجها. وقد لفت وجودها على متن الشاحنة وسط الحشد، مطالبة بحرية زوجها، انتباه وسائل الإعلام والمحللين، خاصة أنها ليست شخصية سياسية تقليدية، بل اعتبرت بعيدة عن الأضواء السياسية.

حياة بشرى بيبي ودورها في باكستان
بشرى بيبي امرأة باكستانية ولدت في 16 أغسطس 1974 في مدينة باكباتان. قبل أن تصبح زوجة عمران خان، كانت تُعرف باسم “بشرى مانكا” وكانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالشؤون الدينية. ولدت في عائلة دينية وكانت لها علاقات قوية بدوائر صوفية في باكستان، حيث يعتقد الكثيرون أنها ذات تأثير روحي. لعبت دورًا في الحياة الدينية والاجتماعية، ولكن بعد زواجها من عمران خان، بدأت تظهر أكثر في الحياة العامة.

في السنوات الأخيرة، أصبحت بشرى بيبي جزءًا لا يتجزأ من الحياة السياسية لعمران خان، ولعبت دورًا في دعم سياسات زوجها ومصالح حزبه “تحريك إنصاف”. لكنها لم تظهر بهذه القوة السياسية علناً إلا بعد اعتقال عمران خان، الأمر الذي دفعها للمشاركة في التظاهرات والمطالبة بالإفراج عنه.

الجدل حول القضايا السياسية والفساد
تثير الاتهامات الموجهة لبشرى بيبي تساؤلات كبرى حول الفساد في الحكومة الباكستانية في عهد عمران خان. فمنذ بداية حكم خان، ظهرت العديد من قضايا الفساد، سواء ضد أعضاء حكومته أو ضد معارضين سياسيين. وكان عمران خان قد قاد حملة ضد الفساد في باكستان، الأمر الذي جعله في دائرة الضوء العالمية. لكن يبدو أن الأمور لا تسير كما هو متوقع، حيث يواجه خان الآن أكثر من 100 تهمة، بما في ذلك تهم الفساد التي قد يرى البعض أنها ملفقة من قبل خصومه السياسيين.

الاعتقال والنفوذ السياسي
منذ اعتقال عمران خان، أصبحت باكستان ساحة للصراع السياسي بين الحكومة الحالية وحزب “تحريك إنصاف”. ويؤكد المعارضون أن الاعتقالات والاتهامات الموجهة لخان وزوجته هي جزء من حملة سياسية تستهدف معسكره السياسي. من ناحية أخرى، يرى أنصار خان أن كل هذه القضايا هي محاولة لتشويه سمعة الزعيم الباكستاني من قبل خصومه في الحكومة، وهو ما يعكس التوترات السياسية الداخلية في باكستان.

أسباب الاعتقالات المتكررة
يعكس الاعتقال المتكرر لبشرى بيبي تفاقم الأزمات السياسية في باكستان. فبعد اعتقال عمران خان لأسباب سياسية، يبدو أن زوجته بشرى بيبي أصبحت أيضًا هدفًا لهذه القضايا، وهو ما يعزز فكرة أن النظام السياسي في باكستان يحاول محاصرة كل من يرتبط بحزب “تحريك الإنصاف” من خلال التحقيقات والاتهامات الموجهة إليهم. وقد يكون الهدف من وراء ذلك إضعاف الحزب السياسي الذي يقوده خان في ضوء شعبيته الكبيرة في البلاد.

الخلاصة
إن الاتهامات التي تواجهها بشرى بيبي هذه المرة، إلى جانب ظهورها على الساحة السياسية، قد تكون بداية فصل جديد في السياسة الباكستانية. ومع استمرار التوترات السياسية، يظل السؤال الكبير مطروحا: هل تتمكن بشرى بيبي من الضغط بنجاح على الحكومة لإطلاق سراح زوجها؟ أم أن باكستان ستظل في حلقة مفرغة من الاتهامات والاعتقالات في سياق معركة سياسية محتدمة؟

Advertisements