Advertisements

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء ليلة متوترة إثر سلسلة من الغارات الجوية الدقيقة التي استهدفت مواقع حيوية وعسكرية تابعة للحوثيين. وتأتي هذه التطورات وسط تزايد التقارير التي تشير إلى احتمال مقتل رئيس الاستخبارات العسكرية الحوثية أبو علي الحاكم في إحدى هذه الضربات. ورغم تضارب التقارير إلا أن الحادثة أثارت جدلاً واسع النطاق بشأن تداعياتها المحتملة على الصراع اليمني الدائر.

الضربات الدقيقة والاستهداف المباشر
أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنها نفذت غارات جوية دقيقة استهدفت منشآت عسكرية استراتيجية في صنعاء. وشملت الضربات مواقع لتخزين الصواريخ ومراكز قيادة وسيطرة ومبنى قيل إنه كان يستخدم لعقد اجتماعات لقيادات حوثية بارزة. وأكد بيان القيادة أن الضربات جاءت رداً على التهديدات المستمرة التي تشكلها ميليشيا الحوثي باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية المدعومة من إيران.

مصير أبو علي الحاكم.. بين التأكيد والنفي
أثار نبأ مقتل أبو علي الحاكم جدلاً واسع النطاق، حيث ذكرت تقارير إعلامية، أبرزها شبكة إن بي سي، أن الغارات استهدفت اجتماعاً لقيادات حوثية في منزل بمنطقة حدة. ورغم هذه التقارير، لم تصدر مليشيا الحوثي ولا الحكومة اليمنية أي بيان رسمي يؤكد هذه المزاعم، ما ترك مصير أحد أبرز القيادات الحوثية غير واضح.

ردود أفعال الحوثيين واستنفار أمني
وعقب الغارات، فرضت مليشيا الحوثي طوقاً أمنياً مشدداً حول المواقع المستهدفة. وذكرت مصادر محلية أن فرق الإنقاذ تعمل على رفع الأنقاض وانتشال الجثث. وشهدت المستشفيات القريبة استنفاراً طبياً واسعاً، مع دعوات عاجلة للتبرع بالدم.

وفي الوقت نفسه، شهدت شوارع صنعاء تحركات أمنية مكثفة وسط إجراءات احترازية خوفاً من هجوم جديد، ما أبرز حالة القلق والترقب بين الحوثيين.

خسائر مادية وبشرية كبيرة
وأكدت مصادر ميدانية أن الغارات أسفرت عن تدمير مخازن أسلحة في منطقتي عطان ونقم، بالإضافة إلى منشآت عسكرية أخرى. وتسببت الغارات في خسائر مادية فادحة ومقتل عدد من قيادات الحوثيين، لكن الأعداد الدقيقة لا تزال غير مؤكدة بسبب التعتيم الإعلامي الذي تفرضه الميليشيا.

من هو أبو علي الحاكم؟
يعتبر أبو علي الحاكم، الاسم الذي أثار جدلاً واسعاً في الصراع اليمني، من أبرز القيادات الحوثية وأكثرها نفوذاً. ولد الحاكم في صعدة وشارك في ست حروب ضد الحكومة اليمنية قبل توليه رئاسة جهاز الاستخبارات العسكرية الحوثية في عام 2015. وهو متهم بارتكاب جرائم عنف واسعة النطاق، بما في ذلك التخطيط لهجمات تستهدف المدنيين والأهداف العسكرية.

دوره في الصراع اليمني
يعد أبو علي الحاكم أحد الركائز الأساسية التي تعتمد عليها ميليشيا الحوثي في ​​عملياتها الاستخباراتية والعسكرية. وقد استهدفه التحالف العربي بقيادة السعودية عدة مرات، لكنه نجا من محاولات اغتيال سابقة. لذلك فإن احتمال مقتله يشكل ضربة قاصمة للميليشيا وقد يغير معادلة الصراع.

تداعيات العملية على الساحة اليمنية
تثير هذه الغارات العديد من التساؤلات حول تداعياتها على الساحة اليمنية. فقد يؤدي مقتل قيادات بارزة مثل أبو علي الحاكم إلى حالة من الارتباك داخل صفوف الميليشيا، لكنه قد يدفعها أيضاً إلى تصعيد عملياتها العسكرية. ومن ناحية أخرى، يبرز دور التحالف الدولي في استهداف عناصر قيادية في جماعة الحوثي كاستراتيجية لإضعاف قوتها وإعادة التوازن إلى الصراع.

تحليل الغارات: بين السياسة والعسكر
تأتي الغارات في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران والولايات المتحدة، وهو ما يزيد من احتمالات ارتباط هذه الضربات بأجندة أوسع تشمل الحد من نفوذ طهران في المنطقة. ويرى مراقبون أن استهداف قيادات مثل أبو علي الحاكم يبعث برسالة واضحة مفادها أن المجتمع الدولي لن يتسامح مع التهديدات الحوثية المتزايدة.

ماذا بعد؟
ومع استمرار الغموض الذي يلف مصير أبو علي الحاكم، يبدو أن الأيام المقبلة ستكشف المزيد عن تداعيات هذه الغارات، فهل يضعف هذا الاستهداف مليشيا الحوثي، أم يدفعها نحو مزيد من التصعيد؟ الجواب سيتوقف على كيفية تعامل الأطراف المعنية مع هذه التطورات.

Advertisements