في حادثة مأساوية هزت مدينة طنجة المغربية، أقدم الشاب عبد الإله المعروف على مواقع التواصل الاجتماعي بـ “مول الفران” على إشعال النار في نفسه ضمن تحد خطير تم تداوله على منصة تيك توك. وقعت الحادثة يوم السبت 15 فبراير 2025، عندما نفذ عبد الإله التحدي الذي كلفه حياته، ليصبح ضمن سلسلة حوادث مأساوية ارتكبها البعض سعيا وراء الشهرة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأثارت الحادثة جدلا واسعا حول المخاطر التي تشكلها التحديات الخطيرة على الشباب والمراهقين، في ظل انتشار ظاهرة التحديات القاتلة التي تضر بحياة الناس.
وفاة مول الفران تيك توك بطنجة
وفقا لمصادر محلية، كان عبد الإله برفقة شقيقه وصديقه عندما قرر تنفيذ التحدي الخطير، حيث بدأ الأمر بانتشار الشرر والنار التي أشعلت جسده نتيجة التحدي الذي كان يهدف إلى إظهار الشجاعة أو لفت الانتباه على منصات التواصل الاجتماعي. وللأسف فقد عبد الإله السيطرة على الموقف بعد اشتعال النيران في جسده، فاندفع نحو البحر محاولاً إخماد النيران المستعرة، إلا أن الأمواج القوية جرفته بعيداً عن الشاطئ. ومع مرور الوقت، تحولت عملية الإنقاذ إلى مهمة صعبة، حيث تواصل فرق الإنقاذ التابعة للحماية المدنية بطنجة البحث عن عبد الإله على شاطئ مركالة بمنطقة واد لحود، مستعينة بقوارب الإنقاذ والغواصين، بالإضافة إلى استخدام طائرات بدون طيار لتعزيز جهود البحث.
وفي الأثناء، تم اعتقال أصدقاء عبد الإله الذين كانوا معه أثناء الحادث، ويجري التحقيق معهم لمعرفة ما إذا كان هناك تخطيط مسبق أو تحريض على القيام بهذا التحدي المميت.
تحديات خطيرة على منصات التواصل الاجتماعي
تتزايد الظواهر السلبية المرتبطة بتحديات الإنترنت التي تهدد حياة الشباب، وخاصة التحديات الخطيرة التي تزايدت في السنوات الأخيرة على منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة تيك توك. وتبدأ هذه التحديات في الظهور على شكل مقاطع فيديو يتم تداولها عبر حسابات المؤثرين، حيث يسعى الكثيرون إلى تحقيق الشهرة السريعة من خلال المشاركة في تحديات محفوفة بالمخاطر.
الكثير من هذه التحديات لا تعكس فقط قلة الوعي بل هي دليل على هشاشة التفكير والمخاطر النفسية التي يواجهها الشباب اليوم ولكن المؤلم أن هذه التحديات لا تقتصر على فئة معينة بل تشمل الجميع من المراهقين والشباب الذين لا يقدرون عواقب هذه السلوكيات الخطيرة.
أبرز التحديات الخطيرة التي انتشرت على تيك توك
- تحدي انقطاع التيار الكهربائي
من أشهر التحديات التي انتشرت على تيك توك وكان هدفه حبس النفس حتى فقدان الوعي وقد لاقى هذا التحدي اهتماما واسعا في عام 2021 خاصة بين الأطفال والشباب ومع تزايد الحالات الناتجة عن هذا التحدي تم تسجيل العديد من الوفيات نتيجة السكتة القلبية أو تلف الدماغ بسبب نقص الأكسجين.
- تحدي تايد بودز
يعد تحدي أكل كبسولات الغسيل من أخطر التحديات التي انتشرت على الإنترنت حيث دفع البعض الشباب والمراهقين إلى أكل كبسولات تايد الغسيل في محاولة لزيادة شهرتهم على المنصة. وقد أدى هذا التحدي إلى عدة حالات تسمم شديدة استدعت تدخلاً طبياً عاجلاً.
- تحدي بينادريل
في تحدٍ آخر انتشر وهو تحدي بينادريل، حيث يشارك المراهقون في محاولة تناول كميات كبيرة من عقار مضاد الهيستامين من أجل الوصول إلى حالة من الهلوسة. وفي بعض الحالات، أدى هذا التحدي إلى وفيات، كما حدث في ولاية أوهايو الأمريكية، حيث توفي صبي يبلغ من العمر 13 عامًا بعد تناول كميات كبيرة من هذا العقار.
الآثار النفسية والاجتماعية لهذه التحديات
بصرف النظر عن الأضرار الجسدية الواضحة، تؤثر هذه التحديات بشكل كبير على الصحة النفسية للمشاركين فيها. ولأن العديد من هذه التحديات تعتمد على الظهور العام وكسب المتابعين، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى القلق والتوتر والضغط النفسي، وخاصة في الفئات الشابة التي قد تكون أكثر عرضة لهذه الآثار النفسية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود مجتمع رقمي يتميز بالضغط على المراهقين للمشاركة في هذه الأنشطة يمكن أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية وتدهور العلاقات الاجتماعية. يشعر الشباب أحيانًا أن المشاركة في هذه التحديات قد تكون الوسيلة الوحيدة للشعور بالقبول أو تحقيق الشهرة الرقمية.
دور الوالدين والمجتمع في حماية الشباب
من الضروري أن يكون المجتمع على دراية بالتحديات التي تواجه الشباب في العصر الرقمي، حيث أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مساحة ضخمة للتأثير على سلوكهم. ويقع على عاتق الوالدين والمعلمين مسؤولية توعية أبنائهم بمخاطر هذه التحديات والآثار السلبية التي قد تترتب على المشاركة فيها.
كما يجب على الجهات الحكومية المشاركة في اتخاذ التدابير للحد من انتشار