شهدت مدينة درعا اليوم حادثة أثارت الاحتجاجات والعنف، حيث اندلعت طلقات نارية في محيط جامع العمري بعد أن اعتدى شبان من درعا البلد بالضرب على رجل الأعمال خالد علوان المحمود أمام باب المسجد ومنعوه من الدخول. وجاءت هذه الحادثة على خلفية انتقادات لاذعة وجهها المحمود للرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته أسعد الشيباني، ومدح صهره أحمد العودة.
وتطورت الحادثة سريعاً إلى عراك بالأيدي داخل جامع العمري، وسط تواجد مئات المصلين خلال صلاة الجمعة، مما أضاف المزيد من التوتر إلى أجواء المدينة.
تصريحات المحمود في برنامج “التوتر العالي”
وفي تصريح له خلال برنامج “التوتر العالي” على قناة “المشهد” مع الإعلامي طوني خليفة، انتقد المحمود بشدة الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، قائلاً إن “حل الجيش العربي السوري كان خطأً كبيراً”، واصفاً هذا القرار بأنه قرار غير صحيح وكان يجب أن يتضمن إعادة هيكلة الجيش بدلاً من حله.
كما أكد المحمود أن “الجنوب هو محور الملف السوري”، مشيراً إلى أهمية المنطقة الجنوبية في المشهد السياسي السوري. وتابع قائلاً إن “شعب الجنوب لن يسمح بأن يحكم سوريا لون واحد”.
إشادة المحمود بصهره أحمد العودة
وفي المقابلة ذاتها، أشاد المحمود بشدة بصهره أحمد العودة، ووصفه بالعميد “القوي والأمين” الذي رفض التعاون مع الروس عندما طلبوا منه العمل كمرتزق. وأضاف المحمود أيضاً أن العودة ليس أيديولوجياً ويسعى دائماً للحفاظ على كرامة السوريين.
مصالحة جنوب سوريا
تأتي هذه التصريحات في وقت حساس للمحمود، الذي يعتبر عراب المصالحة في جنوب سوريا عام 2018، والتي دخلت بموجبها قوات النظام السوري والقوات الروسية إلى المنطقة، ما دفع العديد من المنتقدين إلى اتهامه بالولاء للنظام السوري.
وكان المحمود قد تلقى في السابق استقبالاً حاراً من أهالي درعا تقديراً لدعمه لمشاريع التنمية المحلية في مجالات التعليم والصحة، إلا أن تصريحاته الأخيرة جعلت البعض يعيد النظر في مواقفه.
تعزيز مكانته السياسية
أشار العديد من المراقبين إلى أن تصريحات المحمود التي أشاد فيها بالعودة، تأتي في سياق تعزيز مكانته الشخصية والمطالبة بدور أكبر لصهره في قيادة المستقبل السياسي للمنطقة. ويتهم المحمود باستغلال علاقاته الشخصية لخدمة مصالح النظام السوري وحلفائه، ما يجعله في نظر كثيرين شخصية مثيرة للجدل داخل المجتمع السوري، وخاصة في الجنوب.
توترات في درعا
تتزامن حادثة اليوم مع تصاعد التوترات بين مختلف الأطراف في درعا، حيث يعتبر المحمود من الشخصيات البارزة التي جمعت بين عالم الأعمال والسياسة، ولعب دوراً مؤثراً في الثورة السورية منذ عام 2011، وانخراطه في المفاوضات الدولية التي سعت إلى تحقيق توافقات بين فصائل المعارضة، رغم انقسام الآراء حوله مؤخراً.
الانقسامات السياسية في المجتمع السوري
إن المشهد الذي شهدته مدينة درعا اليوم يسلط الضوء على عمق الانقسامات السياسية والاجتماعية داخل المجتمع السوري، ويؤكد حالة التوتر المتزايدة بين الموالين والمعارضين للنظام في جنوب سوريا، وما يرافق ذلك من صراعات حول المستقبل السياسي للمنطقة بعد سنوات من الصراع.