في خطوة استباقية للتعامل مع الظروف الراهنة، أعلنت جامعة أم القرى وجامعة الطائف تعليق الدراسة حضورياً يوم الثلاثاء 4 مارس 2025 (4-9-1446هـ)، وتحويلها إلى التعليم عن بعد في جميع فروع الجامعة بمكة المكرمة والطائف والحوية، وكذلك في كليات المحافظات التابعة لها، مثل رنية والخرمة وتربة. وجاء القرار نتيجة لتقييم الوضع العام بناءً على المتغيرات التي تحدث في بعض المناطق، حيث تهدف الجامعات إلى ضمان صحة وسلامة الطلاب، وهي أولوية تسعى إليها دائمًا.
تعليق الدراسة حضورياً إلى التعليم عن بعد بمكة المكرمة
تأتي هذه الخطوة ضمن خطة شاملة لتوفير بيئة تعليمية مرنة وآمنة للطلاب، في وقت يشهد فيه العالم تغيرات متسارعة تؤثر على أنماط الحياة اليومية، وخاصة في مجالات التعليم. مع استمرار الاعتماد على التعليم الإلكتروني، وفرت الجامعات السعودية، ومنها جامعة أم القرى وجامعة الطائف، منصات تعليمية متطورة مثل “بلاك بورد” لتسهيل تجربة التعلم عن بعد.
ومن خلال هذه المنصات، يستطيع الطلاب حضور المحاضرات والمشاركة في الأنشطة الأكاديمية وإكمال المهام الأكاديمية بسلاسة دون الحاجة إلى التواجد فعليًا في الحرم الجامعي. ولتسهيل العملية على الطلاب، تم توفير تقنيات متطورة تتيح لهم الوصول إلى المحاضرات ومحتوى الدراسة في أي وقت ومن أي مكان، وهو ما يعكس التزام الجامعات السعودية بتطوير وتحسين التعليم لمواكبة التحديات الحالية.
تأثير تعليق الدراسة الحضورية على الطلاب والعملية التعليمية
قد يكون لقرار تعليق الدراسة الحضورية تأثير على الطلاب في المدى القريب، خاصة فيما يتعلق بآلية التواصل المباشر مع الأساتذة والزملاء في الحرم الجامعي. إلا أن هذا التحدي يتزايد أيضًا لإظهار مرونة نظام التعليم السعودي وقدرته على التكيف مع التغييرات.
ورغم هذه التحديات، فإن التحول السريع إلى التعليم عن بعد دليل على قدرة الجامعات على تبني التقنيات الحديثة، مما يسمح للطلاب بمواصلة تلقي التعليم الأكاديمي المتميز عبر منصات إلكترونية مخصصة لهذا الغرض. وتعتبر هذه التجربة درساً في التكيف مع التغيرات العالمية في مجال التعليم.
استمرار العمل الإداري عن بعد
من ناحية أخرى، أعلن القرار أن العمل الإداري في الجامعات، شأنه شأن جميع مهام الموظفين الأكاديميين والإداريين، سيستمر عن بعد وفقاً للأنظمة واللوائح المعمول بها. وهذا يعني أن الموظفين سيواصلون مهامهم اليومية من خلال الأنظمة الرقمية دون الحاجة إلى التواجد فعلياً في الحرم الجامعي. وهذا يضمن استمرارية عمليات الجامعة ويقلل الضغط على الموظفين والطلاب على حد سواء، بالإضافة إلى ضمان صحة وسلامة الجميع خلال هذه الفترة.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن خطة متكاملة للحفاظ على استمرارية العمل الجامعي مع تقليل المخاطر الصحية، مما يعكس حرص الجامعات السعودية على استمرار العملية التعليمية والإدارية في ظل الظروف الحالية.
إرشادات إضافية للطلاب: كيفية متابعة التعليم عن بعد
في ضوء قرار تعليق الدراسة الحضورية، أوضحت الجامعات لطلابها كيفية متابعة المحاضرات والواجبات عبر المنصات التعليمية الإلكترونية. وبالنسبة لطلاب جامعة أم القرى وجامعة الطائف، سيتم استخدام منصة “بلاك بورد”، التي توفر للطلاب بيئة تفاعلية لاستكمال دراستهم، وقد تم إعداد المواد الدراسية مسبقًا عبر هذه المنصة، لتكون متاحة بسهولة في جميع الأوقات.
كما أكدت الجامعات على ضرورة التزام الطلاب بحضور المحاضرات الافتراضية في مواعيدها المحددة، واستكمال الواجبات الدراسية في الوقت المحدد، كما يحق للطلاب طرح أسئلتهم على أساتذتهم عبر البريد الإلكتروني أو منصات التواصل المعتمدة. ويأتي ذلك بهدف تقديم تعليم أكاديمي متكامل يحسن تجربة الطالب ويعزز كفاءته الأكاديمية.
أهمية التعليم عن بعد في السياق الحالي
تعتبر تجربة التعليم عن بعد فرصة لتنمية مهارات الطلاب في التكيف مع التكنولوجيا الحديثة، وقدرتها على مساعدة الطلاب في الوصول إلى المعلومات والمحتوى التعليمي بسرعة وسهولة. وتُعد هذه التجربة خطوة مهمة في تعزيز التعليم الرقمي في المملكة، وهو ما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة التعليم في جميع المراحل التعليمية.
وفي الوقت الذي تكثف فيه المملكة العربية السعودية جهودها لتحسين جودة التعليم، فإن هذا التحول في المنظومة التعليمية يُظهر قدرة المؤسسات الأكاديمية على التفاعل مع الظروف الاستثنائية وإيجاد الحلول المناسبة للحفاظ على العملية التعليمية.