Advertisements

في هذا المقال سنوضح حكم إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد، وموقف الشريعة الإسلامية من هذه المسألة، وأقوال العلماء في الوقت الشرعي لإخراجها، وتفصيل أحكامها عند المذاهب الأربعة.

زكاة الفطر من العبادات التي فرضها الإسلام لتطهير الصائم من كل لغو أو رفث قد يكون وقع منه في شهر رمضان، ولإسعاد الفقراء والمساكين يوم العيد، إلا أن وقت إخراجها محدد شرعا، مما يثير تساؤلات حول حكم تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، فهل يجوز إخراج زكاة الفطر بعد الصلاة؟ وما حكم من نسي إخراجها؟ وما هو أفضل وقت لإخراجها؟ سنناقش هذه التساؤلات في هذا المقال استنادا إلى أقوال الفقهاء والأدلة من السنة النبوية.

تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد من الأمور التي اتفق الفقهاء على أنها لا تجوز عمداً، بل يجب إخراجها قبل الصلاة، أما في حال نسيانها أو وجود عذر قهري فهل يقبلها الله زكاة فطر أم تعتبر صدقة من الصدقات العادية؟

هل يجوز إخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد؟

حرمة التأخير عمداً: اتفق العلماء على أن تأخير زكاة الفطر إلى ما بعد صلاة العيد من غير عذر معصية؛ لأنها عبادة لها وقت محدد، وتأخيرها يعتبر تخلياً عن أداء العبادة كما أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم. “وقد استشهد الفقهاء بحديث ابن عباس رضي الله عنهما:

“فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، فمن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات” (رواه أبو داود).

حكم تأخيرها بسبب النسيان أو العذر الشرعي:

إذا نسي المسلم إخراج زكاة الفطر وأداها بعد الصلاة فإنها مقبولة إن شاء الله، ولكنها لا تعد زكاة فطر، بل تعد صدقة راتبة، وقد أفتى الشيخ ابن باز وغيره من العلماء بذلك، فقالوا: إن من أداها بعد صلاة العيد يجب عليه التوبة، ولكنها تجزئه إذا لم يكن التأخير عمدا.

متى يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر؟

يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر من غروب شمس آخر يوم من رمضان، أي ليلة عيد الفطر، ويستمر إلى صلاة العيد، وقد استدل العلماء بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:

“فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة” (متفق عليه).

وأفتى الفقهاء أيضاً بجواز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين استناداً إلى ما روي عن نافع:

“كان ابن عمر رضي الله عنهما يؤدى قبل العيد بيوم أو يومين” (رواه البخاري).

آراء المذاهب الأربعة في وقت إخراج زكاة الفطر

المذهب الحنفي:
يرى الحنفية وجوب زكاة الفطر، ويجوز إخراجها في أي وقت بعد دخول شهر رمضان، حتى قبل صلاة العيد.

لكن يستحب إخراجها صباح يوم العيد قبل الصلاة.

المذهب المالكي:

قال المالكية: يجب إخراج زكاة الفطر عند غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان.

ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد عمداً.

المذهب الشافعي:
يُستحب إخراجها يوم العيد قبل الصلاة.

ويجوز تقديمها عن أول رمضان.

ومن أخرجها بعد صلاة العيد من غير عذر فلا تحسب زكاة فطر، بل تعتبر صدقة جارية.

المذهب الحنبلي:

اتفق المالكية والشافعية على أن وقت زكاة الفطر يبدأ من غروب شمس آخر يوم من رمضان.

ولكنهم أجازوا تقديمها بيوم أو يومين، مع التحذير من تأخيرها بلا عذر.

ما حكم إخراج زكاة الفطر قبل موعدها؟

اختلف العلماء في جواز تقديم زكاة الفطر، وانقسموا إلى عدة أقوال:

جواز إخراجها من أول رمضان:

وهو رأي الحنفية وبعض الشافعية، حيث رأوا أن علة وجوبها هي الصوم والفطر، ولذلك يجوز إخراجها فور دخول الشهر الكريم.

جواز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين:

وذهب الجمهور (المالكية والشافعية والحنابلة) إلى أنهم استدلوا بحديث ابن عمر في إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين.

  • تحريم إخراجها قبل دخول شهر رمضان:
    يرى بعض العلماء أن زكاة الفطر متعلقة بنهاية الصوم فلا يجوز إخراجها قبل رمضان.

ما هو آخر وقت إخراج زكاة الفطر؟
اختلف العلماء في تحديد آخر وقت إخراج زكاة الفطر، وانقسموا إلى قولين:

قبل صلاة العيد:
يرى جمهور الفقهاء أن وقتها ينتهي بصلاة العيد، واستدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن أخرجها بعد الصلاة فقد أضاع أجرها ووقع في الإثم، ولا تسقط عنه، بل تبقى عليه ديناً حتى يؤديها.

قبل غروب شمس يوم العيد:
يرى بعض المالكية أن آخر وقت إخراجها هو غروب شمس يوم العيد، فإذا لم يخرجها حتى غروب الشمس فقد أضاعها وأثم بذلك.

حكمة زكاة الفطر
شرع الإسلام زكاة الفطر لعدة أسباب، منها:

تطهير الصائم:

زكاة الفطر تطهر المسلم من كل تفريط أو لغو قد يكون وقع فيه في رمضان.

إدخال السرور على الفقراء والمحتاجين:

زكاة الفطر وسيلة لإعانة الفقراء على قضاء العيد بفرح وسعادة دون حاجة أو ذل.

إتمام نعمة الصيام:

كما يكمل المسلم صيامه بصلاة التراويح والدعاء، فإن زكاة الفطر تكمل صيامه وتزيد في أجره.

وأخيراً: زكاة الفطر عبادة عظيمة شرعها الله لتكريم الصائمين وتطهيرهم ومواساة الفقراء، ولكن تأخيرها عن وقتها بلا عذر ذنب عظيم، لذلك يجب على المسلمين الحرص على إخراجها قبل صلاة العيد، والحرص على إيصالها إلى مستحقيها في وقتها. ومن نسي أو تأخر في إخراجها فعليه أن يتوب إلى الله ويخرجها فور تذكره، فاحرص أخي المسلم على إخراج زكاتك في وقتها حتى تنال الأجر وتكتمل فرحتك وفرحة غيرك يوم العيد.